يواصل المؤلف الموسيقي محمد عبد الغني تألقه في مجال الموسيقى التصويرية، حيث يقدّم خلال شهر رمضان 2025 موسيقى تصويرية لبرنامجين جديدين، هما “الهابيدة” و”حماتي وزوجتي”، واللذان سيتم عرضهما على قناة “هي”. هذا النجاح يضاف إلى قائمة طويلة من الأعمال الناجحة التي ألّف لها عبد الغني الموسيقى التصويرية، مثل “شفط دهون”، “الحكم بعد المزاولة 2″، “مراتي في ورطة”، “الجاسوس”، “فلفل شطة”، وتتر برنامج “المتزوجون”. هذا التنوع في أعماله يؤكد مدى براعته في تقديم ألحان تناسب مختلف الأنواع الفنية، سواء كانت برامج مقالب، كوميديا، أو دراما اجتماعية.
لا يقتصر عمل محمد عبد الغني على البرامج التلفزيونية، بل يمتد إلى المسلسلات، حيث يستعد حاليًا لتأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “زمالك بولاق”، بطولة باسم سمرة وخالد الصاوي. المسلسل ينتمي إلى الكوميديا الاجتماعية، ويتناول تأثير السوشيال ميديا على المجتمع بأسلوب خفيف وهادف، وهو ما يعكس قدرة عبد الغني على تقديم موسيقى تتماشى مع طبيعة العمل الدرامي وتخدم رؤيته الفنية.
بصمته في السينما والتجارب الموسيقية المختلفة
لم تقتصر نجاحات محمد عبد الغني على التلفزيون، بل امتدت إلى السينما، حيث قدّم الموسيقى التصويرية لعدة أفلام متميزة، من بينها “سنة أولى خطف” بطولة بيومي فؤاد ومي كساب، وفيلم الرعب “روح”، الذي تميز بأجواء موسيقية تناسب أجواء التشويق والإثارة. كما قدّم موسيقى فيلم “اللي خلف ما نمش”، بطولة أحمد بدير وهالة فاخر، وهو فيلم كوميدي يعكس الجانب المرح من خلال ألحان تعكس طبيعة المشاهد الكوميدية. هذه الأعمال السينمائية تؤكد تنوع موهبة عبد الغني وقدرته على التكيف مع مختلف الأنواع الفنية، مما يجعله من أبرز الأسماء في مجال الموسيقى التصويرية حاليًا.
أعمال غنائية تحمل الهوية المصرية
إلى جانب الموسيقى التصويرية، قدّم محمد عبد الغني مجموعة من الأغاني التي تحمل طابعًا وطنيًا وتراثيًا، مثل أغنية “المسحراتي”، التي كتبها وائل فل ولحنها ووزعها عبد الغني، وغناها محمد عدوية. هذه الأغنية استوحيت من أجواء المسحراتي القديم، مثل أعمال الشيخ سيد مكاوي وفؤاد حداد، ولكن بتقنيات حديثة مثل الـ 3D لإضفاء بعد بصري جديد يعكس أجواء الحارة المصرية في رمضان.
كما قدّم عبد الغني أغنية “الله أكبر عليكي يا أمي”، وهي أغنية خاصة بعيد الأم، من كلمات وائل فل، ولحن وتوزيع عبد الغني، وقد لاقت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بسبب كلماتها المؤثرة ولحنها العاطفي. بالإضافة إلى ذلك، قدّم أغنية وطنية بعنوان “مصر.. ربنا يحميها ولادها”، التي تعبر عن حب وانتماء الشباب المصري لوطنهم ودورهم في حمايته وصنع مستقبله.
إعادة توزيع الأغاني الكلاسيكية برؤية حديثة
يعمل محمد عبد الغني على مشروع فني خاص يهدف إلى إعادة توزيع الأغاني الكلاسيكية المصرية برؤية حديثة، مع الحفاظ على هويتها الفنية الأصلية. من أبرز هذه الأعمال إعادة توزيع “أهو ده اللي صار” للشيخ سيد درويش، و”يا حبيبي يا مصر” لبليغ حمدي، وجزء من أغنية “سيرة الحب” لأم كلثوم. وقد لاقت هذه الأعمال نجاحًا كبيرًا على منصات مثل يوتيوب وساوند كلاود، حيث استطاع تقديمها بروح جديدة تناسب الجيل الحالي دون المساس بجوهرها الفني الأصيل.
محاربة المهرجانات والارتقاء بالذوق العام
يؤمن محمد عبد الغني بأن الفن الحقيقي هو مرآة تعكس ثقافة الشعوب، لذلك يسعى جاهدًا لمحاربة ظاهرة المهرجانات، معتبرًا أنها تسيء إلى الذوق العام وتؤثر سلبًا على الثقافة الموسيقية المصرية. ورغم التحديات التي يواجهها في الوسط الفني، يواصل جهوده لجذب الشباب نحو الفن الراقي والموسيقى الأصيلة، من خلال تقديم ألحان تحمل هوية مصرية حقيقية، سواء في الموسيقى التصويرية، الأغاني الوطنية، أو إعادة إحياء التراث الموسيقي المصري برؤية حديثة.
بهذا التنوع الكبير في أعماله، يثبت محمد عبد الغني أنه ليس مجرد مؤلف موسيقي، بل فنان يسعى للحفاظ على التراث الموسيقي المصري وتقديم أعمال راقية تترك بصمة في المشهد الفني.
