الكاتبة ميادة أبو يونس في قعدة قراء
مع بداية الموسم الثاني من جلسة (قعدة قراء) انعقدت ندوة لقراءة رواية (ترنيمة العاصي) للكاتبة ميادة أبو يونس، أدار الجلسة الكاتب (سميح فتحي) والكاتب (وليد محمد حسني)، وتمت مناقشة الكتاب الذي أبحر في نصوص العهد القديم والجديد، وعرضت الرواية قراءة موجزة لتاريخ الأديان السماوية الثلاثة كلٍ على حدة؛ بل تجاوزت مساحات الأديان السماوية ليصل إلى ثقافات الأديان الشرقية القديمة ويناقش بعض النصوص من الهندوسية.
عرضت الكاتبة من خلال الكتاب تساؤلاتٍ عديدة حول ماهية الأديان، وماهية الأخلاق الإنسانية، وعلاقة الإنسان بالعالم وما يمثله الوجود بالنسبة للإنسان؟
تتركك الرواية مع جملة من الصراعات العقائدية وتأخذك من أقصى بقاع الأرض إلى عالم نصي فضفاض مليء بالشك والقلق، يجعلك تتجاوز حدود الزمان والمكان، ثم يترك لك الباب مفتوحًا للاختيار الحر بين كل الأديان، وينوه الكتاب عن ما يسمى بالدين الإنساني العالمي الذي يضم كافة التعاليم الأساسية لكل العقائد ويحرم كل ما هو غير أخلاقي ولا إنساني.
ناقشت الكاتبة العمل في عدة نقاط وطرحت من خلالها موجزًا للتاريخ اليهودي، بداية من ميلاد موسى النبي وحتى سقوط الهيكل 70ميلاديًا.
ثم عرضت نُبذات عن ميلاد المسيح وموعظة الجبل، ووقفت قليلًا عند قضية صلب المسيح وما تمثله من عقيدة هامة في الإيمان المسيحي بشكل عام، وكذلك عقيدة ألوهية المسيح واختلاف الطوائف المسيحية، في ما يمثله التجسيد في (الكلمة) أو التجلي الإلهي.
وأخيرًا، عرضت في إيجاز نُبذات عن عمر بن الخطاب الذي اتخذته في الرواية مثالًا للحاكم الفيلسوف الذي تعامل مع النص الديني آنذاك بسعة الأفق وحسن الرؤية السياسية، والتعامل مع أطروحات ومستجدات الواقع بكثير من القوة والجرأة العقلية.