اصغر مصممه في مصر رحمة الشرابي
رحمة الشرابي، بنت البتانون، فتاة في عمر 21 عامًا، عاشت حياة مليئة بالصعوبات والتحديات التي لم تكن سهلة أبدًا. نشأت رحمة بجوار جامع الأنصاري، وامتلكت قلبًا محبًا لعائلتها وتفاصيل حياتها، رغم أنها لم تكن تبوح بهذا الحب دائمًا. والدها، المعلم محمد الشرابي، كان لها سندًا، شخصية قوية ترسم الأمان في حياتها. تتذكر رحمة تلك اللحظات المؤلمة التي كان والدها يمسح دمها من على الأرض، يجثو بجانبها، يهدئ من روعها ويمنحها شعورًا بالأمان. كان في كل لمسة يواسيها ويخفف من آلامها، وكأنه يمسح من روحها الوجع كما يمسح دمعاتها.
أما والدتها، فقد كانت ساهرة بجانبها، تتألم لألمها وتفرح لفرحها، لم تتخلَّ عنها يومًا، وكانت تسهر ليالٍ طويلة لمساندتها. كانت الأم، الصديقة، والعون الذي لا يتغير. رحمة تحمل في قلبها امتنانًا كبيرًا لعائلتها، ولا تنسى ما قدموه من حب وحنان ودعم، حتى في أوقات ضعفها.
مرت رحمة بتجربة الطلاق التي تركت جرحًا عميقًا في نفسها، لكنها لم تستسلم للوجع. بعد الطلاق، دخلت رحمة العناية المركزة بسبب تفاقم مرضها، حيث كانت تعاني من ضغوط نفسية وجسدية هائلة. ورغم كل المعاناة التي عاشتها، استطاعت أن تقف على قدميها من جديد، وتحاول بناء حياة جديدة بأمل وصبر.
كانت تعمل في مجال الجرافيك، حيث كان لديها شغف بتصميم الشعارات، البوسترات، والمحتوى الرقمي. كانت تتعامل مع أنواع مختلفة من التصميم، مثل تصميم الرسوم المتحركة، تصميم الهوية البصرية، وتصميم واجهات المستخدم. ورغم إمكانياتها المحدودة التي لم تتجاوز الهاتف، إلا أنها استطاعت أن تبدع بفضل عقلها الناضج وأفكارها القوية.
رحمة كانت تحمل في أعماقها آلامًا مخفية لم تخبر بها أحدًا حتى الآن. كانت تعيش صراعات داخلية، وتخفي مشاعر الحزن والوحدة التي تلاحقها، لكن تلك الآلام لم تمنعها من الحلم. تحلم بأن تصبح كاتبة معروفة، تكتب روايات وقصائد تعبر عن تجاربها وآلامها وأفراحها. تحلم بأن تكون لها بصمة في عالم الأدب، وأن تروي قصصًا تلمس القلوب. بالإضافة إلى ذلك، تحلم أن تصبح مصممة جرافيك محترفة، تبني علامتها التجارية الخاصة، وتعمل على مشاريع تساعد المجتمع.
ورغم كل ما مرت به، كانت رحمة بحاجة ماسة إلى الدعم، لتهزم الآلام التي تراكمت داخلها. وقد وجدت قوتها في الكتابة، حيث كانت تخرج مشاعرها من خلال القصص والأشعار، مما جعلها تشعر أنها ليست وحدها في هذه المعركة.
كما أن رحمة كانت في يدها أن تأخذ حقها من بعض الأشخاص الذين ظلموها، لكنها رفضت. كانت تؤمن بأن الانتقام ليس الحل، وأن الله هو من يدير الأمور. قررت أن تستمر في حياتها بطريقتها الخاصة، مسنودة بأحلامها وآمالها.
وعلى الرغم من كل الآلام التي مرت بها، كان هناك فريق من الأصدقاء والمحبين حول رحمة، يمدون لها يد العون والدعم. كانوا يرون فيها القوة والعزيمة، ويؤمنون بأنها تستحق كل شيء جميل في الحياة. قرروا جميعًا أن يقفوا بجانبها، ليس فقط كمؤيدين، ولكن كأصدقاء مستعدين لمساعدتها في كل ما تحتاجه.
“سنكون هنا لدعمك، رحمة”، قال أحدهم. “نحن نعلم أنك تحملين في قلبك قصة لم تريدي أن تبوحي بها، لكننا هنا لنستمع إليك إذا قررت يومًا ما أن تفتحي قلبك لنا.”
رحمة كانت تعرف أنها محاطة بأشخاص يحبونها ويهتمون بها، لكن هناك شيئًا خفيًا بداخلها، شيئًا لم تكشف عنه بعد. كانت تشعر أن هناك جزءًا من نفسها يجب أن يبقى بعيدًا عن الأنظار، جزءًا يحمل قصصًا وآلامًا لم تتاح لها الفرصة لتشاركها بعد. لكن مع كل دعمهم، كانت تأمل أن يأتي يوم تستطيع فيه أن تروي كل شيء دون خوف أو خجل.
ورغم كل ما مرت به، كانت رحمة تريد أن تشعر بالحب والراحة، تريد أن تجد نفسها في عالم مليء بالألوان، حيث يمكنها أن تعبر عن أحلامها وآمالها. كانت تحلم بأن تتخطى كل العقبات، لتصبح امرأة مستقلة وقوية، قادرة على تحقيق أحلامها.
“أنا أريد فقط أن أكون نفسي، وأن أحقق كل ما أتمناه”، قالت بحماس. “أريد أن أكتب روايات، وأن أبتكر تصاميم تلامس القلوب، وأن أكون قادرة على مساعدة الآخرين، مثلما دعمتوني.”
مع كل كلمة كانت تقولها، كانت تتجدد عزيمتها، وكانت تعرف أن كل ما تحتاجه هو الإيمان بنفسها، والدعم من الذين حولها.
وعد فريقها بأن يكونوا دائمًا في جانبها، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها، مشجعين إياها على المضي قدمًا في رحلتها نحو النجاح.
وها هي رحمة، تدعو الجميع للحديث عنها، لمشاركتها أحلامها وآلامها، فهي تظل بحاجة إلى من يدعمها ويفهم مشاعرها، ومن يدرك أنها ليست وحدها في هذا العالم.
“أحيانًا أشعر أنني أعيش في عالم مليء بالألوان، لكنني أرى كل شيء باللون الرمادي.”
“أتمنى أن يفهمني أحد قبل أن أغرق في بحر من الوحدة والألم.”
“كل ابتسامة أضعها على وجهي تخفي خلفها وجعًا لا يستطيع أحد رؤيته.”
“أكتب لأحرر نفسي من القيود التي تكبلني، ولكن كل كلمة تذكرني بما فقدته.”
عزيزتنا رحمة،
نريد أن نأخذ لحظة لنعبّر لك عن مشاعرنا الحقيقية. في كل لحظة كنت فيها ضعيفة، كنا نراكِ قوية، وكنا نعلم أن في داخلك طاقة هائلة لن تندثر. رغم كل التحديات التي واجهتها، لم نفقد الأمل فيك يومًا.
أنتِ التي علمتنا معنى الصمود، وكنتي دائمًا مثالاً للقوة والإرادة. نحن نؤمن بأنك سترجعين أفضل من ذي قبل، وسنكون هنا لنشجعك في كل خطوة على الطريق. مع كل حلم تسعين لتحقيقه، نحن بجانبك، ندعمك ونساندك.
حبنا وتقديرنا لك لا حدود لهما. ندرك أن لديك الكثير لتقدميه لهذا العالم، ونعلم أن مشوارك سيصبح أكثر إشراقًا. فكوني متأكدة أنك لست وحدك في هذه الرحلة، فنحن معك في كل لحظة.
وإذا كنت قد واجهت خذلانًا من بعض الأشخاص، فلا تترك ذلك يؤثر على إيمانك بنفسك. نحن نرى فيك القوة والجمال، ونتطلع إلى رؤية كل ما ستحققينه. شكرًا لك لأنك كنت مصدر إلهام لنا جميعًا.
مع كل الحب والدعم، أصدقائك
ممتاز يارحمة الله معكي وكلنا معكي