“مريم حسن كمال: ابتكار تقني يعزز الأمن الرقمي بتشفير الرسائل النصية”
في إنجاز جديد يعزز خصوصية المستخدمين في العالم الرقمي، قامت الطالبة مريم حسن كمال محمد من محافظة الإسماعيلية، وتحديدًا مركز فايد، بابتكار مشروع يعزز الأمان الرقمي، حيث قامت بإعداد “سكربت” خاص بتشفير الرسائل النصية. يهدف هذا الابتكار إلى جعل الرسائل النصية غير قابلة للقراءة من قبل أي طرف غير معني، مما يمنح المستخدمين حماية فعّالة من محاولات اختراق الخصوصية وسرقة البيانات.
الطالبة مريم، التي تدرس بجامعة قناة السويس، أوضحت أن الهدف من تطوير هذا المشروع هو توفير أداة آمنة للمستخدمين الذين يعتمدون على الرسائل النصية لنقل معلومات حساسة. تقول مريم: “الكثير من المعلومات الشخصية التي قد تكون في غاية الخصوصية – من تفاصيل حجوزات السفر وأرقام جوازات السفر إلى الترتيبات الخاصة – تتواجد في الفضاء الإلكتروني. لذلك، كان لا بد من تطوير تقنية تجعل هذه المعلومات في مأمن”.
أهمية التشفير في العالم الرقمي
تعمل تقنية التشفير التي طورتها مريم على تحويل محتوى الرسائل إلى رموز سرية لا يمكن قراءتها إلا من قبل المستلم، والذي يمتلك الجهاز المناسب لفك هذا التشفير. وأشارت مريم إلى أن الهدف هو ضمان خصوصية المستخدمين حتى في حالة اعتراض الرسائل، لتبقى سرية بالكامل.
التشفير، كما تصفه مريم، هو أداة قوية تتيح الحفاظ على خصوصية المحادثات بعيدًا عن الأعين المتطفلة، ويعد ضرورة أساسية للاتصالات في العصر الرقمي.
أنواع تشفير الرسائل النصية
تمتاز تقنية التشفير بتوفير عدة أنواع تلبي احتياجات أمنية مختلفة. وتشمل هذه الأنواع:
1. التشفير المتماثل: يعتمد على استخدام مفتاح واحد للتشفير وفك التشفير، ويعتبر فعّالًا لكنه يتطلب مشاركة المفتاح بين الطرفين مسبقًا.
2. التشفير غير المتماثل: يستند إلى مفتاحين، أحدهما عام للتشفير والآخر خاص لفك التشفير، ما يلغي الحاجة إلى مشاركة مفتاح واحد بين الطرفين.
3. التشفير من طرف إلى طرف (E2EE): يعمل بطريقة مشابهة للتشفير غير المتماثل، حيث يتم تشفير الرسائل وفك تشفيرها على أجهزة المرسل والمستلم فقط، وهو ما يوفر أقصى قدر من الخصوصية.
كيفية تشفير الرسائل بسهولة
تؤكد مريم أن تنفيذ التشفير في الحياة اليومية ليس بالأمر المعقد؛ فهناك تطبيقات مراسلة معروفة توفر التشفير بشكل تلقائي، مثل واتساب وiMessage وسيجنال وتيليجرام. فهذه التطبيقات تحافظ على خصوصية الرسائل بين المستخدمين عن طريق تشفير الرسائل النصية التي ترسلها وتستقبلها بشكل تلقائي.
مريم تنصح المستخدمين بتفضيل هذه التطبيقات التي تعتمد على تقنيات تشفير موثوقة؛ نظرًا لكون الرسائل النصية القصيرة غير محمية بتقنيات تشفير قوية، إذ تحتاج إلى استخدام اتصال إنترنت للاستفادة من التطبيقات التي تدعم هذه الميزة.
تحديات التشفير
تشير مريم إلى أن التشفير يعزز الأمان، ولكنه يطرح تساؤلات حول حدود الاستخدام الأخلاقي والقانوني لهذه التقنية. فرغم أن التشفير ضروري لحماية البيانات الشخصية، إلا أن البعض قد يستخدمه بشكل غير مشروع. وتبقى هناك مخاوف أمنية حول كيفية تعامل الحكومات مع البيانات المشفرة في قضايا الأمن القومي.
كما تذكر مريم أن التشفير ليس حلاً كاملاً؛ فهناك تحديات أخرى قد تظهر، مثل تجاوز التشفير في حال تمكن شخص ما من الوصول إلى الجهاز بشكل مادي، أو في حال وجود ثغرات تقنية في التطبيقات.
استخدام eSIM لتعزيز الأمان
تعرض مريم أيضًا أهمية شريحة eSIM كخيار فعال لتعزيز الأمان الرقمي. تعتبر شرائح eSIM متطورة عن شرائح SIM التقليدية؛ حيث تكون مدمجة في الجهاز مما يجعل من الصعب استنساخها أو تبديلها. وقد أصبحت هذه التقنية حلًا آمنًا يضيف طبقة إضافية من الحماية على البيانات الشخصية.
تقول مريم إن شركات مثل Truely توفر شرائح eSIM مع تغطية شاملة وسرعات عالية تتيح حماية إضافية للبيانات، مشيرةً إلى أن استخدام هذه الشريحة يمكن أن يكون فعالاً للأفراد الذين يبحثون عن أعلى مستويات الأمان في التواصل الرقمي.
مستقبل تشفير الرسائل النصية
تؤكد مريم أن الحفاظ على خصوصية البيانات سيبقى تحديًا في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة. وهي ترى أن حماية الرسائل الشخصية لم تعد رفاهية، بل ضرورة في ظل تزايد التعرض للتهديدات الرقمية. وبالرغم من تسارع التطور في تقنيات التشفير، يبقى على المستخدمين اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على أمن معلوماتهم.
في الختام، تبرز تجربة مريم حسن كمال محمد كنموذج طموح لشباب مصر، الذين يسعون لدعم خصوصية البيانات في العصر الرقمي من خلال ابتكارات تعزز الأمان الإلكتروني، وتحمي بيانات المستخدمين من الوصول غير المصرح به.