يدًا بيد نحو الخير.. تبرعك ينقذ أسرة بلا مأوى،كن تحت رعاية مبادرة خيرك يبقى برئاسة الدكتور عبدالرحمن المحجوب

بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في قرية بني هلال التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، يبرز اسم الدكتور عبد الرحمن المحجوب كواحد من أبرز الشخصيات الأدبية التي جمعت بين الأصالة والحداثة في عالم الشعر والأدب. وُلد الدكتور المحجوب في هذه القرية التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا، حيث نشأ وترعرع في بيئة غنية بالتراث والثقافة. منذ صغره، أظهر شغفًا كبيرًا باللغة العربية وآدابها، مما دفعه للتعمق في بحور الشعر والأدب، ليصبح فيما بعد رمزًا من رموز الأدب في الصعيد ومصر عمومًا.
تميزت مسيرة الدكتور المحجوب الأكاديمية بحصوله على درجة الدكتوراه في الشعر والأدب، حيث جمع بين الدراسة الأكاديمية والموهبة الفطرية. لم يكن مجرد باحث نظري، بل كان شاعرًا حقيقيًا يعبر عن هموم الناس وآمالهم بقصائد تحمل بصمة الهوية والوجدان. شارك في العديد من الندوات الثقافية داخل مصر وخارجها، وألقى محاضرات حول دور الشعر في تشكيل الهوية الوطنية، وكان دائمًا صوتًا يدافع عن اللغة العربية في زمن العولمة والتغيرات السريعة.
قرية بني هلال، التي ينتمي إليها الدكتور المحجوب، ليست مجرد قرية عادية؛ فهي تحمل اسم قبيلة بني هلال العربية الشهيرة التي هاجرت في القرن الخامس الهجري واستقرت في مناطق مختلفة من مصر، بما في ذلك محافظة أسيوط. تُعرف هذه القرية بتراثها الثقافي الغني وعائلاتها العريقة التي ساهمت في إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية في المنطقة. من بين هذه العائلات، تبرز عائلة “الوسية” التي تُعتبر من أعرق عائلات مركز القوصية، والتي تنتسب إلى قبيلة بني هلال العربية.
في ظل هذه البيئة الغنية بالتراث والتاريخ، يبرز دور المجتمع المحلي في قرية بني هلال في تعزيز قيم التكافل والتضامن الاجتماعي. تُعتبر المبادرات المجتمعية لدعم الفئات المحتاجة، مثل الأيتام والأرامل والمطلقات، جزءًا لا يتجزأ من ثقافة القرية. تُبذل جهود حثيثة لجمع التبرعات وتقديم المساعدات لهذه الفئات، سواء من خلال الجمعيات الخيرية المحلية أو المبادرات الفردية التي تعكس روح التعاون والمحبة بين أبناء القرية.
من الجدير بالذكر أن هذه الجهود تتماشى مع المبادرات الوطنية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع المصري. فقد أشارت التقارير إلى تقديم مساعدات نقدية وعينية لإجمالي 4.273 مليون مستفيد بإجمالي تكلفة بلغت 58.8 مليار جنيه على مدار السنوات التسع الماضية، وذلك من مصادر متعددة تشمل وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، والمؤسسة العامة للتكافل، ومنظمات المجتمع المدني. كما يتم دعم 720 ألف امرأة معيلة بما يشمل الأرامل والمطلقات والمهجورات بقيمة تبلغ 3.4 مليار جنيه سنويًا.
في هذا السياق، يُناشد الدكتور عبد الرحمن المحجوب، بصفته أحد أبناء قرية بني هلال، الجميع للتعاون والمساهمة في جمع التبرعات لدعم الأيتام والأرامل والمطلقات في القرية. يؤكد الدكتور المحجوب أن هذه الفئات تُعتبر من “أحباب الرحمن”، وأن مساعدتهم وتوفير المأوى لهم هو واجب إنساني وأخلاقي. كما يشدد على أن التكافل الاجتماعي هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومترابط، وأن تقديم الدعم للمحتاجين يعكس القيم النبيلة التي تربى عليها أبناء الصعيد.
إن دعوة الدكتور المحجوب للتعاون والمساهمة في هذه المبادرات الخيرية تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل من الضروري تعزيز الجهود المجتمعية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا. ويؤكد أن التكافل والتضامن ليسا مجرد شعارات، بل هما أفعال تتجسد على أرض الواقع من خلال المبادرات والمساهمات الفعلية التي تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الناس.
في الختام، تظل قرية بني هلال، بتراثها العريق وأبنائها المخلصين، نموذجًا حيًا للتكافل الاجتماعي والتعاون المجتمعي. وتبقى دعوة الدكتور عبد الرحمن المحجوب للتعاون في جمع التبرعات للمحتاجين في القرية بمثابة تذكير للجميع بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه كل فرد في تحسين حياة الآخرين وبناء مجتمع أكثر عدلاً وتماسكًا.